الحبيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحبيب

(قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيره أنا و من اتبعنى)
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تسبيح الله تعالى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 27/03/2008
الموقع : www.albaeth.com

تسبيح الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: تسبيح الله تعالى   تسبيح الله تعالى Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 6:05 am

الحمد للهرب العالَمينَ..نِعَمُهُ كثيرةٌ وأفضالُهُ جليلةٌ..سبحانَهُ وتعالى أَنْعَمَ على كلِّ مخلوقٍ برزقِهِ وأَجَلِهِ..سَخَّرَ لنا ما في السماواتِ وما في الأرضِ وأَسْبَغَ علينا نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنة{وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}..فَلَهُ الحمدُ مِلْءَ السماواتِ ومِلْءَ الأرضِ ومَلْءَ ما شاءَ مِنْ شيءٍ بعدُ ، ولهُ الحمدُ كما يَلِيقُ بكمالِ وجهِهِ وعظيمِ سلطانِهِ ، ولهُ الحمدُ مِثْلَما حَمِدَهُ نبيُّنا محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ..فالحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمِين وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الخالقُ القادرُ الرازقُ الوهّابُ سبحانَهُ وتعالى عمّا يقولونَ عُلُوّاً كبيراً ، تُسَبِّحُ لهُ السماواتُ السَّبْعُ والأرضُ وما فيهِنّ{وَإِن مّـِن شَىْءٍ إِلا يُسَبّـِحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكِن لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}..وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المصطفى المجتبَى الْهُدَى والنُّورُ الخاتمُ الشافعُ الْمُشَفَّعُ البشيرُ النذيرُ..اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ومَنْ تَمَسَّكَ بِهَدْيِهِ وسارَ على نَهْجِهِ إلى يومِ الدِّين.. ثمَّ أمّا بَعْدُ..

يقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَـوَتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} ويقولُ تبارَكَ وتعالى{تُسَبّـِحُ لَهُ السَّمَـوَتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مّـِن شَىْءٍ إِلا يُسَبّـِحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكَن لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورا} ويقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبّـِحْ بِحَمْدِ رَبّـِكَ وَكُن مّـِنَ السَّـجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين}..فلَنَتْرُكْ ما نحنُ فيهِ الآنَ ، ولْنَتْرُكِ الأرضَ والأموالَ ، ولْنَتْرُكْ كلَّ ما يَشْغَلُنا ، ولْنَتْرُكْ دنيانا وهمومَنا ، ولْنَعِشْ معَ تسبيحِ اللهِ تبارَكَ وتعالى..فاللَّهُ سبحانَهُ وتعالى حينَ خَلَقَنا لمْ يَطْلُبْ منَّا

ولمْ يُكَلِّفْنا إلاَّ بالعبادةِ ؛ يقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّـِن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}..إنَّ العبدَ إذا نَظَرَ نظرةَ المتفكِّرِ المتأمِّلِ لَوَجَدَ أنَّ كلَّ شيءٍ يُسَبِّحُ بحمدِ اللهِ تبارَكَ وتعالى{تُسَبّـِحُ لَهُ السَّمَـوَتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مّـِن شَىْءٍ إِلا يُسَبّـِحُ بِحَمْدِه}..

والتَّسبيحُ هوَ تنزيهُ اللهِ تعالى عمَّا لا يَلِيقُ بجلالِهِ وكمالِهِ ؛ وعنْ كلِّ النقائصِ ؛ وعنْ كلِّ ما يُضادُّ الكمالَ..ولذلكَ فإنَّ الْمُسَبِّحَ لِلَّهِ يَكونُ في كَنَفِ اللهِ تعالى ، وهوَ شبيهٌ بالملائكةِ لأنَّ الملائكةَ دائمةُ التسبيحِ بحمدِ الله{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّـِحُونَ بِحَمْدِ رَبّـِهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّـتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ ءَابَاــهِمْ وَأَزْوَجِهِمْ وَذُرّيَّـتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم{أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلاَّ وَمَلَكٌ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ..وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّه}..وفي حديثٍ آخَرَ يَذْكُرُ لنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ أنَّ هناكَ ملائكةً قائمينَ منذُ خَلَقَهُمُ اللهُ تعالى إلى أنْ تَقُومَ القيامةُ وملائكةً ساجدينَ وملائكةً قاعدينَ كلُّهُمْ يُسَبِّحُونَ اللهَ تعالى ويُكَبِّرُونَهُ ويُمَجِّدُونَهُ ، فإذا قامتِ القيامةُ قامَ الراكعونَ مِنْ ركوعِهِمْ والساجدونَ مِنْ سجودِهِمْ وانْتَبَهَ القائمونَ وقالوا جميعا : " رَبَّنَا..سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِك."..فاللَّهُ هوَ المعبودُ بِحَقٍّ وهوَ الْمُسَبَّحُ بحمدِه{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَـوَتِ وَمَن فِى الأَرْضِ

وَالشَّمْسُ وَالْقَمَر} كلٌّ يَسْجُدُ خضوعاً وتسبيحاً وتحميداً وتمجيداً لِلَّهِ تعالى والتسبيحُ تسبيحانِ ؛ إمَّا تسبيحُ حالٍ بأنْ تنظرَ إلى قدرةِ اللهِ في خَلْقِهِ

أوْ تسبيحُ مقالٍ وهوَ التسبيحُ باللِّسانِ..والذي يُسَبِّحُ بحمدِ اللَّهِ ترتاحُ لهُ الخلائقُ ويَجِدُ نفسَهُ هادئاً مطمئنَّ النفْسِ مرتاحاً ، لِذاَ فإنَّنا نَجِدُ أنَّ المصحّاتِ النفسيةَ عندَما يَذْهَبُ المريضُ إليها فإنَّهُ لا يأخذُ علاجاً إلاَّ نادراً ، وإنَّما كلُّ ما هنالِكَ أنَّهُ يَجْلِسُ ما بينَ الأشجارِ..ما هوَ سببُ الراحةِ التي تَعُودُ على الجالسِ في وسطِ هذِهِ الأشجارِ والزروعِ والنباتاتِ !؟ إنَّهُ لا شكَّ أنَّ هذهِ النباتاتِ لا شُغْلَ لها إلاَّ التسبيحُ لِلَّهِ تبارَكَ وتعالى ، فالأشجارُ تُسَبِّحُ بحمدِ اللهِ والزرعُ والثمارُ تُسَبِّحُ بحمدِ اللهِ ، والثمرةُ تُسَبِّحُ بحمدِ اللهِ تباركَ وتعالى طالما أنَّها مُتَّصِلَةٌ بشجرتِها فإذا قُطِفَتِ انْقَطَعَ تسبيحُها ولذلكَ كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ إذا أُتِيَ إليهِ بالباكورةِ مِنَ الثمارِ قَبَّلَها وَوَضَعَها على عينيْهِ وقال{إِنَّهَا قَرِيبَةُ الْعَهْدِ مِنَ اللَّه} وأَعطاها لِلأطفالِ الصغارِ لِيأكلوها..

فالنباتُ إذاً يُسَبِّحُ بحمدِ اللهِ..ولِذلكَ لا تَجِدُهُ يغتابُ ولا يَنِمُّ ولا يَطْمَعُ ولا يَغُشُّ ولا يَحْسُدُ لأنَّهُ خاضعٌ لِلَّهِ مُسَبِّحٌ بحمدِهِ تبارَكَ وتعالى..

وكذلكَ أيضاً فإنَّ الحشراتِ تُسَبِّحُ بحمدِ اللهِ..يُحْكَى أنَّ سيدَنا سليمانَ عليهِ السلامُ رأى دودةً تمشي على الأرضِ ، فأخَذَ يُفَكِّرُ لِمَ خَلَقَ اللهُ هذهِ الدُّودةَ فأَنْطَقَ اللهُ الدودةَ ـ وقدْ عَلَّمَهُ اللهُ مَنْطِقَ الطيرِ ـ وقالتْ :" يا سليمانُ..إنِّي في هذهِ الساعةِ التي تُفَكِّرُ فيها قدْ سَبَّحْتُ اللهَ سَبْعِينَ تسبيحة." فَتَنَبَّهْ كيفَ أنَّ هذهِ الدُّودةِ لا تُضَيِّعُ وقتاً دُونَ استغلالِهِ في التَّسبيح..

وكلُّ شيءٍ يُسَبِّحُ بحمدِ اللهِ..والْمُسَبِّحُ لِلَّهِ يعيشُ في كَنَفِ اللهِ تعالى..يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ في معنى الحديث{بُيُوتُ اللَّهِ فِي

الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ ، وَزُوَّارُهَا الَّذِينَ يَعْمُرُونَهَا وَيُسَبِّحُونَ ويَحْمَدُونَ وَيَشْكُرُونَ هَؤُلاَءِ هُمْ ضُيُوفُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَه} يقولُ اللَّهُ تعالى لِنَبِيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون} كانَ الكفّارُ يَسْتَهزئونَ ويَسْخَرونَ مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ومِنْ أصحابِه ، وكانوا يقولونَ عنهُ أنَّهُ ساحرٌ وأنَّهُ مجنونٌ ، وكانَ ذلكَ يُحْزِنُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ولكنَّهُ يَصْبِرُ الصَّبْرَ الجميلَ كما أَمَرَهُ ربُّهُ..ولكنْ ماذا يَفْعَلُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ في ضيقِ صدرِهِ بالهمومِ مِنْ أقوالِ هؤلاءِ الكفّارِ ؟.. يقولُ تعالى{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبّـِحْ بِحَمْدِ رَبّـِكَ وَكُن مّـِنَ السَّـجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين} إنَّ علاجَ حزنِكَ وهَمِّكَ وضيقِ صدرِكَ في التسبيحِ بحمدِ ربِّكَ..هكذا كانتْ أخلاقُ النبوةِ..لقدْ أرسلَتِ السيدةُ فاطمةُ الزهراءُ ـ رضيَ اللهُ عنها ـ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ـ وقدْ جاءتْهُ جواري وغنائمُ ـ تطلبُ لها عبداً أوْ أَمَةً تُساعدُها في شئونِ البيتِ ، فَوَزَّعَ النبيُّ الغنائمَ وذَهَبَ إليها وهيَ ابنتُهُ وريحانتُهُ وأَحَبُّ الناسِ إليهِ وسألَها{مَا تَطْلُبِينَ يَا فَاطِمَة} فقالتْ : " إِنَّنِي أُرِيدُ خَادِماً لأَنَّنِي أَتْعَب." فقالَ لها{أَلاَ أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ..إِذَا أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ فَسَبِّحِي اللَّهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ مَرَّةً وَاحْمَدِي اللَّهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ مَرَّةً وَكَبِّرِي اللَّهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ مَرَّةً ؛ فَهَذَا خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِم} انظرْ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ يَدُلُّ ابنتَهُ على التسبيحِ والتحميدِ والتكبيرِ على الرغمِ مِنْ تَعَبِها وحاجتِها إلى الخادمِ وكأنَّهُ يقولُ لها أنَّ تَعَبَ الدنيا ثمَّ جنَّةَ اللهِ خيرٌ لَها مِنْ راحةِ الدنيا ثمَّ عذابِ الآخرة{وَرَحْمَتُ رَبّـِكَ خَيْرٌ مّـِمَّا يَجْمَعُون} فالآخِرةُ خيرٌ مِنَ الدنيا

حتى ولوْ كانتِ الدنيا ذَهَباً خالصاً لأنَّها فانيةٌ ولا بقاءَ لها ، أمَّا ما عندَ اللهِ فإنَّهُ باقٍ ، وما عندَ اللهِ لِلمؤمنِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ الحَفِيِّ الخَفِيِّ لمْ تَرَهُ عينٌ ولمْ تَسْمَعْ بهُ أُذُنٌ ولمْ يَخْطُرْ على قلبِ بَشَرٍ..لِذا يَجِبُ على العاقلِ الحكيمِ أنْ يعيشَ في ظلِّ التسبيحِ كما تفعلُ ذلكَ كلُّ الكائناتِ..

عنْ سيدِنا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ قَال{لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلاَّ وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ فِيهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ عَلَى الأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِي أَنْ يَنْفَضِخَ عَلَيْهِمْ فَيَكُفُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ} أي أنَّ البحرَ يستأذِنُ اللهَ كلَّ ليلةٍ ثلاثَ مرّاتٍ في أنْ يُغْرِقَ بني آدمَ الذينَ ظَلَموا والذينَ اغتابوا والذينَ أَشْرَكُوا باللَّهِ غيرَهَ..وكذلكَ وَرَدَ أنَّ الشمسَ تستأذِنُ في أنْ تقترِبَ مِنْ بني آدمَ لِتَحْرِقَهُمْ ولكنَّ اللهَ الرحمنَ الرحيمَ يقولُ لهما : " لاَ تَفْعَلاَ..إِنَّهُمْ عِبادِي ، وَأَنْتُمَا لَمْ تَخْلُقَاهُمَا ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِهِمْ..إِنْ عَصَوْا غَفَرْتُ لَهُمْ ، وَإِنْ بَعُدُوا عَنِّي قَرَّبْتُهُمْ..لَوْ خَلَقْتُمَاهُمْ لَمْ تَفْعَلاَ بِهِمْ مَا تُرِيدَان."..

أمّا المؤمنُ الذاكرُ لِلَّهِ تعالى القريبُ منهُ سبحانَهُ يُحِبُّهُ أهلُ بيتِهِ ويُحِبُّهُ جيرانُهُ ويُحِبُّهُ الزرعُ ويحبُّهُ كلُّ شيءٍ لأنَّهُ مطيعٌ لِلَّهِ تعالى خاضعٌ لهُ سبحانَهُ ، على عكسِ العاصي الظالمِ البعيدِ عنِ اللهِ تعالى فإنَّ كلَّ شيءٍ يَكْرَهُهُ حتى جِلْدُهُ يَكْرَهُهُ وِيَشْهَدُ عليهِ يومَ القيامةِ ويقولُ :" ياربِّ..لمْ يُخْرِجِ الزكاةَ ، ياربِّ..ضَرَبَ اليتيمَ ، يا ربِّ..كانَ لا يُطْعِمُ المسكينَ

ياربِّ..كانَ لا يُصَلِّي ، يا ربِّ..كانَ لا يَذْكُرُك."{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون}..

يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم{لاَ تَتَفَكَّرُوا فِي ذَاتِ رَبِّكُمْ

وَلَكِنْ تَفَكَّرُوا فِيمَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى}..خَلَقَ اللهُ تعالى الملائكةَ ، منهمْ إسرافيلُ ـ عليهِ السلامُ ، يَحْمِلُ زاويةً مِنْ زوايا العرشِ على كاهلِهِ وقدماهُ في الأرضِ السفلى وقدْ مَرَقَ رأسُهُ مِنْ سبعِ سماواتٍ وإنَّهُ لَيَتَضاءَلُ أمامَ عَظَمَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومِنْ خشيتِهِ حتَّى أنَّهُ يَصيرُ كالطائرِ البسيطِ أوِ العصفورِ الصغيرِ مِنْ هيبتِهِ سبحانَهُ وتعالى..

ومِنْ مخلوقاتِ اللهِ تعالى العرشُ والكرسيُّ ، وإيّاكَ أنْ يَخْطُرَ ببالِكَ أنَّ اللهَ ـ تعالى عمَّا يقولُ الظالمونَ عُلُوّاً كبيراً ـ جالسٌ على الكرسيِّ أوْ على العرشِ لأنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى مُنَزَّهٌ عنِ الحوادثِ ولأنَّهُ سبحانَهُ ليسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ ولأنَّ كلَّ ما خَطَرَ ببالِكَ فهوَ هالكٌ واللهُ بِخلافِ ذلكَ فلا بُدَّ أنْ نُؤْمِنَ بالعرشِ وبالكرسيِّ وبحملةِ العرشِ بَلا تَخَيُّلٍ ولا تَمْثِيلٍ وإنَّما نَعْتَقِدُ أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى هوَ المنزَّهُ عنِ النقائصِ الذي لا تَحُدُّهُ الأزمنةُ ولا تحتويهِ الأمكنةُ لأنَّهُ خالقُ الزمانِ والمكانِ ولأنَّهُ موجودٌ قَبْلَ الزمانِ وقبلَ المكانِ وباقٍ بعدَ الزمانِ وبعدَ المكانِ..

وقدْ وَرَدَ أنَّ حولَ العرشِ سبعينَ ألفَ صفٍّ مِنَ الملائكةِ يَطوفونَ مُهَلِّلِينَ مُكَبِّرينَ اللهَ تعالى ، وأنَّ مِنْ ورائِهِمْ سبعينَ ألفَ صفٍّ قائمينَ قدْ وَضَعُوا أيديَهُمْ على عواتِقِهِمْ رافعينَ أصواتَهُمْ بالتهليلِ والتكبيرِ ، وأنَّ مِنْ ورائِهِمْ مائةَ ألفَ صفٍّ مِنَ الملائكةِ قدْ وَضَعُوا الأَيْمَانَ على الشمائِلِ مِثْلَ وَقْفَتِنا في الصلاةِ ما منهمْ مِنْ أحدٍ إلاَّ ويُسَبِّحُ بما لا يُسَبِّحُ بهِ الآخَرُ فسبحانَ اللهِ تبارَكَ وتعالى{وَلَوْ أَنَّمَا فِى الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَـمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَـتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم}.. وإذا شئتَ فانظرْ إلى فعلِ التسبيحِ والتهليلِ معَ سيدنا يونُسَ عليهِ السلامُ.. يقولُ اللهُ تعالى{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِى الظُّلُمَـتِ أَن لا إِلَـهَ إِلا أَنتَ سُبْحَـنَكَ إِنّـِى كُنتُ مِنَ الظَّـلِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذَلِكَ نُـــجِى الْمُؤْمِنِين}..

أقولُ قولي هذا..وأستغفرُ اللهَ لي ولكمْ..ادْعُوا اللهَ وأنتمْ موقِنونَ بالإجابة

***

الحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمِينَ حمداً يُوافِي نِعَمَهُ ويُكافئُ مَزِيدَهُ..وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ.. اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلِ سيدِنا محمدٍ كما صَلَّيْتَ على سيدِنا إبراهيمَ وعلى آلِ سيدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلِ سيدِنا محمدٍ كما بارَكْتَ على سيدِنا إبراهيمَ وعلى آلِ سيدِنا إبراهيمَ في العالَمِينَ إنَّكَ حميدٌ مَجِيد.. وبعدُ..

أيُّها المسلمونَ..لقدْ وَصَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَالدنيا بأنَّها جيفةٌ وبأنَّها ملعونةٌ ، وليسَ معنى الدنيا هنا السماءُ والزرعُ والشمسُ والقمرُ ؛ إنَّما المقصودُ دنياكَ أنتَ ومَشاغلُكَ وهمومُكَ التي تُلْهِيكَ عنْ ذِكْرِ اللهِ تعالى{وَمَا الْحَيَـوةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَـعُ الْغُرُور}..فلا تَشْغَلْ نفسَكَ إلاَّ بطاعةِ اللهِ تعالى وتسبيحِهِ وتكبيرِهِ فإنَّ اللهَ يُعطي الدنيا لِمَنْ يُحِبُّ ومَنْ لا يُحِبُّ ولا يُعْطِي الآخرةَ إلاَّ لِمَنْ يُحِبُّ..ومَنْ أَصْبَحَ وهَمُّهُ اللهُ جَمَعَ اللهُ عليهِ شملَهُ وجَعَلَ غناهُ بينَ عينيْهِ ، ومَنْ أَصْبَحَ وهَمُّهُ الدُّنْيا فَرَّقَ اللهُ عليهِ شَمْلَهُ وجَعَلَ فقرَهُ بينَ عينيْهِ ولا يبالِي في أيِّ أوديةِ الدنيا هَلَك..

أيُّها المسلمونَ.. إِنَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً يَقْبَلُ اللَّهُ فِيهَا الدُّعاءَ ، ونسألُ اللهَ أنْ تَكونَ هذهِ هيَ الساعةُ..

اللَّهُمَّ اغفرْ لنا وارحمْنا..اللَّهُمَّ أَرِنا الْحَقَّ حقّاً وارزقْنا اتِّباعَهُ..اللَّهُمَّ أَرِنا



الباطلَ باطلاً وارزقْنا اجتنابَهُ..اللَّهُمَّ أَعِنَّا على ذِكْرِكَ وشكرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ..اللَّهُمَّ اجعلِ الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ..اللَّهُمَّ اجعلِ الموتَ راحةً لنا مِنْ كلِّ شرٍّ..اللَّهُمَّ انْفَعْنَا بما عَلِمْنا..اللَّهُمَّ عَلِّمْنا ما جَهِلْنا..اللَّهُمَّ زِدْنا بفضلِكَ عِلْماً..

أيُّها المسلمونَ..أَكْثِروا مِنَ التسبيحِ والتمجيدِ والتهليلِ والتكبيرِ والتقديسِ لِلَّهِ تبارَكَ وتعالى..وأَقِمِ الصَّلاة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.albaeth.com
 
تسبيح الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحبيب :: الفئة الأولى :: الاسلامى العام-
انتقل الى: