الحبيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحبيب

(قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيره أنا و من اتبعنى)
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الاحسان و مقاماته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 27/03/2008
الموقع : www.albaeth.com

الاحسان و مقاماته Empty
مُساهمةموضوع: الاحسان و مقاماته   الاحسان و مقاماته Icon_minitimeالجمعة أبريل 11, 2008 2:37 pm

والإيمان يتضمن التصديق بستة أمور هى قواعده :-

الأول :- الإيمان بالله ، وهو اعتقاد وجود الله تعالى متصفاً بكل كمال يليق بجلاله ، منزها عن كل نقص . وأنه قادر على إيجاد الممكن وإعدامه وأنه موجود متصف بأسمائه وصفاته قبل إيجاد جميع المخلوقات .

الثانى :- الإيمان بالملائكة ، وهو أن نؤمن بوجودهم ، وأنهم عباد مكرمون لا يتصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ولا نقول إنهم عبارة عن الكائنات المجهرية الدقيقة كما رآه بعض المتأخرين .

الثالث :- الإيمان بالكتب ، وهو أن نصدق بأن لله تعالىكتباً أنزلها على بعض رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام منها : القرآن وهو أفضلها أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. والإنجيل أنزل على سيدنا عيسى والتوراة أنزلت على سيدنا موسى والزبور أنزل على سيدنا داود وصحف سيدنا إبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام قال تعالى } يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل ومـن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا مبينا { النساء: آية 136 وقال تعالى } إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى { الأعلى آية: 18-19 .

الرابع :- الإيمان بالرسل ، وهو أن نؤمن بأن الله تعالى أرسل رسلا من البشر مبشرين بالجنة ، ومنذرين بالعذاب الأليم . متصفين بما يليق بهم من صدق وأمانة وتبليغ وفطانة ومالا يؤدى إلى نقص فى مراتبهم العلية ، ولا إلى نفرة الناس عنهم من الأعراض البشرية ، منزهين عما لا يليق بمقامهم من كذب وخيانة وكتمان وبلادة ومن أبرز صفاتهم عصمتهم من الذنوب كبائرها وصغائرها بعد النبوة وقبلها وأنهم معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله تعالى من الأحكام عمداً أو سهواً .

الخامس :- الإيمان باليوم الآخر.وهو يوم القيامة وأول منازله الموت أو البرزخ أو البعث ويجب الإيمان بسؤال القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والميزان ونشر كتب الأعمال وتعليقها فى الأعناق وأخذها باليمين لقوم وبالشمال لآخرين ومن وراء الظهر وقراءة كل إنسان بنفسه كتابه قال تعالى } وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا{ الاسراء :آية 13- 14 .

السادس :- الإيمان بالقدر كله ، أى التصديق والإذعان بأن كل ما قدر الله فى الأزل لابد من وقوعه وما لم يقدره يستحيل وقوعه ، وبأنه تعالى قدر الخير والشر قبل خلق الخلق ( روى) ابن عمرو " أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء" أخرجه مسلم والترمذى .

وأن جميع الكائنات بقضائه وقدره.قال الله تعالى { إنا كل شىء خلقناه بقدر } القمر: آية 49.وقال { وخلق كل شىء فقدره تقديراً } الفرقان:آية 2 وقال { وما تشاءون إلا أن يشاء الله } الدهر:آية 30 .

وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال": كل شىء بقدر حتى العجز والكيس " أخرجه أحمد ومسلم .

واعلم أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا يكفر أهل الأهواء والبدع وأن من جحد ما يعلم من دين الإسلام ضرورة حكم بردته وكفره إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة ونحوه ممن يخفى عليه فيعرف ذلك فإن استمر حكم بكفره وكذا حكم من استحل الزنا أو الخمر أو القتل أو غير ذلك من المحرمات التى يعلم تحريمها ضرورة انتهى النووى (ج1 ص 134)

قلت : قوله ولا يكفر أهل الأهواء والبدع ليس على إطلاقه فمن شبه الله بخلقه أو اعتقد فيه الجسم أو التحيز أو المكان أو عطل الصفات فأنكرها فإنه يكفر ولا فرق بينه وبين من اعتقد الاتحاد والحلول أو اعتقد طرو الحوادث على البارى جل وعلا قال القاضى عياض رحمه الله : عند قوله صلى الله عليه وسلم فى حديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال : انك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات فى يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم قال: هذا يدل على أنهم ليسوا بعارفين الله تعالى وهو مذهب حذاق المتكلمين فى اليهود والنصارى إنهم غير عارفين الله تعالى وإن كانوا يعبدونه ويظهرون معرفته لدلالة السمع عندهم على هذا وإن كان العقل لا يمنع أن يعرف الله تعالى من كذب رسولاً قال القاضى عياض رحمه الله : ما عرف الله تعالى من كذب رسولاً ثم قال: ما عرف الله تعالى من شبهه وجسمه من اليهود أو أجاز عليه البداء أو أضاف إليه الولد منهم أو أضاف إليه الصاحبة والولد وأجاز الحلول عليه والانتقال والامتزاج من النصارى أو وصفه مما لا يليق به أو أضاف إليه الشريك والمعاند فى خلقه من المجوس والثنوية فمعبودهم الذى عبدوه ليس هو الله وإن سموه به إذ ليس موصوفاً بصفات الإله الواجبة له فإذن ما عرفوا الله سبحانه فتحقق هذه النكتة واعتمد عليها وقد رأيت معناها لمتقدمى أشياخنا وبها قطع الكلام أبو عمران الفارسى بين عامة أهل القيروان عند تنازعهم فى هذه المسألة انتهى(ج1 ص 172) النووى.

قلت : هذا الكلام ينطبق تماما على جميع أتباع الديانات السماوية الأخرى والتى يدعى أتباعها أنهم أخذوها عن الأنبياء والرسل فالكل يشبه ويجسم ويعتقد فى الله مالا يليق بجلاله والمجسمة والمشبهة الجهوية من هذه الأمة ليس لهم سلف فى ما ذهبوا إليه من حمل النصوص المتشابهة على ظاهرها وإن ادعوا أن الظاهر الذى يقصدونه غير المتعارف عليه فى اللغة والعرف بين الناس فآل أمرهم إلى المكابرة والتمويه على البسطاء والعامة فيشملهم التكفير ولا يختلف أهل السنة والجماعة فى هذا وستراه واضحا فى آخر هذا الكتاب عندما نتكلم على الردة أعاذنا الله منها وموجباتها .

ومما يكفر به المرء فى الإسلام على مذهب أهل السنة والجماعة أن يكفر هو الأمة أو يكفر الآخرين فيكفر بذلك وهذا رأى أهل السنة والجماعة كما ذكره عبد القاهر بن طاهر البغدادى رحمه الله فى الفرق بين الفرق حين تحدث عن أهل السنة والجماعة راجع (ص345 -346 ) هناك.

والإيمان بهذه المعطيات حين يصل إلى درجة اليقين يجد المؤمن اطمئنانا لا نظير له فى توكله وثقته بالله ويقينه بوعد الله كما جاء عن أبى الدرداء قال: طلق بن حبيب: جاء رجل إلى أبى الدرداء فقال: قد احترق بيتك فقال: ما احترق ، لم يكن الله ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسى ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح :" اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت ، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا فوة إلا بالله العلى العظيم ، أعلم أن الله على كل شىء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شىء علما .اللهم إنى أعوذ بك من شر نفسى ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها. إن ربى على صراط مستقيم " أخرجه ابن السنى انظر إلى هذا اليقين الجلى وهذا الجانب من حديث جبريل هو الذى تكفل بشـرح علم التوحيد بكل جوانبه وأقسامه وقد قام علماء العقيدة بتحقيق أركانه ظاهراً وباطناً كما تكفل علماء الفقه بتحقيق القسم الأول من هذا الحديث وقد قام العارفون بالله بشرح جانب الإحسان منه فألفوا كتب الآداب والرقائق والأخلاق وحصروا الأحوال فى المهلكات والمنجيات فرضى الله عنهم.
إذا علم هذا فللإحسان مقامات ومقاصد وهى :-

1- تصحيح العقيدة وتقويمها على أدلة الكتاب والسنة باعتقاد المحكم على ظاهره والتفويض والتسليم لله عز وجل فى المتشابه مع إعتقاد التنزيه عن الظاهر غير المراد.

2- تصفية الأعمال وتصحيح الأحوال بتحلية الباطن بمحمود الأخلاق وتطهيره من مذموم الأوصاف والنعوت .

3- تحقيق الأحوال والمقامات وإحكام تصفية الأرواح والمراتب والمنازلات .

4-الاستعداد لتلقى العلوم والمعارف الإلهامية وذلك بعد حراسة القلب من شبهات الشيطان ووساوسه ومساوىء النفس ورعوناتها وإغواءات الهوى والاغترار به .

ومن هنا قال علماء الطريق: الإسلام شريعة وطريقة وحقيقة فالشريعة : أن تعبده والطريقة : أن تقصده والحقيقة : أن تشهده ، وذلك أن الشريعة بها تصلح الظواهر والطريقة بها تصلح الضمائر والحقيقة بها تصلح السرائر فالظواهر هى الجوارح واصلاحها بثلاثة أمور : بالتوبة ، والتقوى ، والاستقامة، والضمائر هى القلوب واصلاحها بثلاثة أمور: بالأخلاص ، والصدق ، والطمأنينة، والسرائر هى : الأرواح واصلاحها بثلاثة أمور : بالمراقبة ، والمشاهدة، والمعرفة ، فيلزم العبد فى مقام الشريعة أن يحكم : امتثال المأمورات واجتناب المنهيات ، وفى مقام الطريقة : ان يحكم تهذيب النفس بالتخلية عن الرذائل والتحلية بجميع أنواع الفضائل وفى مقام الحقيقة : أن يحكم تهذيب الأرواح بذلها وانكسارها فتزكو وتتطهر بالأدب والتواضع وحسن الخلق وإحكام الأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم واصطحاب الحال المحمدى فى القول والفعل والحال وبذلك يتحقق الانسان بمقام الحضور الدائم مع الله وكذلك يتحقق احسانه وصدق رسوخ قدمه فى مراقبته ومشاهدته لله على قدم المعرفة واليقين كما أثر عن السادة العارفين قولهم على المريد أن يستحضر دائما هذه الكلمات :الله معى ، الله ناظر إلى ، الله قادر على ولا حول ولاقوة إلا بالله .من كتاب الإقتصاد فى تصحيح قواعد الاعتقاد: ج1 المؤلف/ الشيخ إبراهيم صالح الحسين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.albaeth.com
 
الاحسان و مقاماته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحبيب :: الفئة الأولى :: الاسلامى العام-
انتقل الى: