الحبيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحبيب

(قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيره أنا و من اتبعنى)
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 مشروعية شد الرحال لزيارة خير الانام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شمس النيل




المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

مشروعية شد الرحال لزيارة خير الانام Empty
مُساهمةموضوع: مشروعية شد الرحال لزيارة خير الانام   مشروعية شد الرحال لزيارة خير الانام Icon_minitimeالخميس مارس 27, 2008 6:30 am

مشروعية شد الرحال لزيارة خير الانام

اعلم رحمك الله ان زيارة قبر نبينا صّلى الله عليه و سّلم مشروعة مطلوبة
بالكتاب و السنة و اجماع الامة اما الكتاب فقوله تعالى " وََلوْ َانَّهُمْ اِ ْ ذ َ ظَلمُوا َانْفُسَهُمْ
جَآؤُكَ فَاسْتَغَْفرُوا اللهَ وَاسْتَغَْفرَ َلهُمُ الرَّسُوُل َلوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " *النساء : ٦٤
دلت الآية على حث الامة على اﻟﻤﺠئ اليه صّلى الله عليه و سّلم و الاستغفار عنده و
استغفاره لهم و هذا لا ينقطع بموته و دلت ايضًا على تعليق وجداﻧﻬم الله توّابا رحيما
بمجيئهم و استغفارهم و استغفار الرسول لهم فاما استغفاره صّلى الله عليه و سّلم فهو
حاصل لجميع المؤمنين بنص قوله تعالى (وَاسْتَغْفِرْ لِ َ ذنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمؤْمِنَاتِ *
محمد: ١٩ ) و صح في صحيح مسلم ان بعض الصحابة فهم من الآية ذلك المعنى الذي دلت عليه هذه الآية فاذا وجد مجيئهم و استغفارهم فقد تكملت الامور الثلاثة الموجبة لتوبة الله تعالى و رحمته و سيأتي في الاحاديث الآتية ما يدل على ان استغفاره صّلى الله عليه و سّلم لا يتقيد بحال حياته و قد علم من كمال شفقته صّلى الله عليه و سّلم انه لا يترك ذلك لمن جاءه مستغفرًا ربه سبحانه و تعالى و الآية الكريمة و إن وردت في قوم معينين في حال الحياة تعم بعموم العلة كل من وجد فيه ذلك الوصف في حال الحياة و بعد الممات و لذلك فهم العلماء منها العموم للجائين و استحبوا لمن اتى قبره صّلى الله عليه و سّلم ان يقرأها مستغفرًا الله تعالى و استحبوها للزائر و رأوها من آدابه التي يسنّ له فعلها و ذكرها المصنفون في المناسك من اهل المذاهب الاربعة و دلت الآية ايضًا على انه لا فرق في الجائي بين ان يكون مجيئه بسفر او غير سفر لوقوع جاؤك في حيز الشرط الدال على العموم قد قال تعالى (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا اَِلى اللهِ وَرَسُولِهِ ُثمَّ يُدْرِكهُ اْلمَوْتُ َفَقدْ وََقعْ َاجْرُهُ عََلى اللهِ * النساء: ١٠٠ ( و لا شك عند من له ادنى مسكة من ذوق العلم ان من خرج لزيارة رسول الله صّلى الله عليه و سّلم يصدق عليه انه خرج مهاجرا الى الله و رسوله لما يأتي من الاحاديث الدالة على ان زيارته صّلى الله عليه و سّلم بعد وفاته كزيارته في حياته و زيارته في حيا ته داخلة في الآية الكريمة قطعا فكذا بعد وفاته بنص الاحاديث الشريفة الآتية و اما السنة فما يأتي من الاحاديث و اما القياس فقد جاء ايضًا في السنة الصحيحة المتفق عليها الامر بزيارة القبور فقبر نبينا صّلى الله عليه و سّلم منها أولى و أحرى و أحق و أعلى بل لا نسب ة بينه و بين غيره و ايضًا فقد ثبت انه صّلى الله عليه و سّلم زار اهل البقيع و شهداء احد فقبره الشريف أولى لما له من الحق و وجوب التعظيم وليست زيارته صّلى الله عليه و سّلم الا لتعظيمه و التبرك به و لينال الزائر عظيم الرحمة و البركة بصلاته و سلامه عليه صّلى ا لله عليه و سّلم عند قبره الشريف بحضرة الملائكة الحاّفين به صّلى الله عليه و سّلم و أما اجماع المسلمين فقد قال العلامة ابن حجر في )الجوهر المنظم في زيارة قبر النبي المكرم ( صّلى الله عليه و سّلم قد نقل جماعة من الائمة حملة الشرع الشريف الذين عليهم المدار و المعول الاجماع و انما الخلاف بينهم في اﻧﻬا واجبة او مندوبة فمن خالف في مشروعية الزيارة فقد خرق الاجماع و احتج القائلون بوجوب الزيارة بقوله صّلى الله عليه و سّلم “ من حج البيت و لم يزرني فقد جفاني ] ” رواه ابن عدي [ بسند يحتج به قال و جفاؤه صّلى الله عليه و سّلم حرام فعدم زيارته المتضمن لجفائه حرام و اجاب الجمهور القائلون بندب الزيارة بان الجفاء من الامور النسبية فقد يقال في ترك المندوب انه جفاء اذ هو ترك البرّ و الصلة و يطلق ايضًا على غلظ الطبع و البعد عن الشئ فاكثر العلماء من الخلف و السلف على ندﺑﻬا دون وجو ﺑﻬا و على كل من القولين فالزيارة و مقدّماﺗﻬا من نحو السفر من اهم القربات و انجح المساعي و يدل لذلك احاديث كثيرة صحيحة صريحة لا يشك فيها الا من انطمس نور بصيرته منها قوله صّلى الله عليه و سّلم "من زار قبري وجبت له شفاعتي " و في رواية " حلت له شفاعتي " رواه الدار قطني و كثير من ائمة الحديث و قد اطال الامام السبكي في كتابه المسمى (شفاء السقام في زيارة قبر خير الانام) في بيان طرق هذا الحديث و بيان من صححه من الائمة ثم ذكر روايات في احاديث الزيارة كلها تؤيد هذا الحديث منها رواية "من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي" و في رواية "من جاءني زائرا لا ﺗﻬمه حاجة الا زيارتي كان حقا عليّ ان اكون له شفيعا يوم القيامة" و في رواية " من جاءني زائرا كان له حق على الله عز و جل ان اكون له شفيعا يوم القيامة" و في رواية لابي يعلى و الدار قطني و الطبراني و البيهقي و ابن عساكر " من حج فزار قبري" و في رواية " فزارني بعد وفاتي عند قبري كان كمن زارني في حياتي " و في رواية " من حج فزارني في مسجدي بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي " و في رواية " من زارني الى المدينة كنت له شفيعا و شهيدا و من مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة " رواه ﺑﻬذه الزيادة أبو داود الطيالسي ثم ذكر احاديث كثيرة كلها تدل على مشروعية الزيارة لا حاجة لنا الى الاطالة بذكرها فتلك الاحاديث كلها مع ما ذكرناه صريحة في ندب بل تأكد زيارته صّلى الله عليه و سّلم حيا و ميتا للذكر و الانثى و كذا زيارة بقية الانبياء و الصالحين و الشهداء و الزيارة شاملة للسفر لاﻧﻬا تستدعي الانتقال من مكان الزائر الى مكان المزور كلفظ اﻟﻤﺠئ الذي نصت عليه الآية الكريمة و إذا كانت كل زيارة قربة كان كل سفر اليها قربة و قد صح خروجه صّلى الله عليه و سّلم لزيارة قبور اصحابه بالبقيع و باحد فإذا ثبت مشروعية الانتقال لزيارة قبر غيره صّلى الله عليه و سّلم فقبره الشريف أولى و احرى و القاعدة المتفق عليها ان وسيلة القربة المتوقفة عليها قربة اى من حيث ايصالها اليها فلا ينافي انه قد ينضم اليها محرم من جهة اخرى كمشي في طريق مغصوب صريحة في ان السفر للزيارة قربة مثلها و من زعم ان الزيارة قربة في حق القريب فقط فقد افترى على الشريعة الغراء فلا يعوّل عليه و اما تخيل بعض المحرومين ان منع الزيارة او السفر اليها من باب المحافظة على التوحيد و ان ذلك مما يؤدي الى الشرك فهو تخيل باطل لان المؤدي الى الشرك انما هو اتخاذ القبور مساجدًا و العكوف عليها و تصوير الصور فيها كما ورد في الاحاديث الصحيحة بخلاف الزيارة و السلام و الدعاء و كل عاقل يعرف الفرق بينهما و يتحقق ان الزيارة إذا فعلت مع المحافظة على آداب الشريعة الغراء لا تؤدي الى محذور البتة و ان القائل بالمنع منها سدا للذريعة متقول على الله و على رسوله صّلى الله عليه و سّلم و هنا أمران لا بد منهما احدهما وجوب تعظيم النبيّ صّلى الله عليه و سّلم و رفع رتبته عن سائر الخلق و الثاني افراد الربوبية و اعتقاد أن الرب تبارك و تعالى منفرد بذاته و صفاته و افعاله عن جميع خلقه فمن اعتقد في مخلوق مشاركة الباري سبحانه و تعالى في شئ من ذلك فقد اشرك ومن قصر بالرسول صّلى الله عليه و سّلم عن شئ من مرتبته فقد عصى او كفر و من بالغ في تعظيمه صّلى الله عليه و سّلم بانواع التعظيم و لم يبلغ به ما يختص بالباري سبحانه و تعالى فقد اصاب الحق و حافظ ع لى جانب الربوبية و الرسالة جميعا و ذلك هو القول الذي لا افراط فيه و لا تفريط و اما قوله صّلى الله عليه و سّلم "لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام و مسجدي هذا و المسجد الاقصى " فمعناه ان لا تشد الرحال الى مسجد لاجل تعظيمه و الصلاة فيه الا الى الم ساجد الثلاثة فاﻧﻬا تشدّ الرحال اليها لتعظيمها و الصلاة فيها و هذا التقدير لابد منه و لو لم يكن التقدير هكذا لاقتضى منع شد الرحال للحج و الجهاد و الهجرة من دار الكفر و لطلب العلم و تجارة الدنيا و غير ذلك و لا يقول بذلك احد قال العلامة ابن حجر في " الجوهر ا لمنظم " و مما يدل ايضًا لهذا التأويل للحديث المذكور التصريح به في حديث سنده حسن و هو قوله صّلى الله عليه و سّلم لا ينبغي للمطى ان تشد رحالها الى مسجد يبتغي الصلاة فيه غير المسجد الحرام و مسجدي هذا و المسجد الاقصى و بالجملة فالمسئلة واضحة جلية قد افردت بالتأل يف فلا حاجة الى الاطالة باكثر من هذا فان من نوّر الله بصيرته يكتفي باقل من هذا و من طمس الله بصيرته فما تغني عنه الآيات و النذر.__
( المصدر : َالدُّرَرُ السَّنيَُّة فيِ الرَّدِّ عََلى الْوَهَّابِيَّةِ )
جمعه شيخ الاسلام ومرجع الخاص والعام
السيد احمد بن زيني دحلان حفظه الملك الرّحمن آمين
توفي سنة ١٣٠٤ ه. ١٨٨٦ م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مشروعية شد الرحال لزيارة خير الانام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحبيب :: الفئة الأولى :: مناقب الحبيب صلى الله عليه و سلم-
انتقل الى: