المفهوم الصحيح للبدعه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام على اشرف المرسلين سيدنا و مولانا محمد رحمه الله المهداه للعالمين الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله ناصر الحق بالحق و الهادى الى صراط الله المستقيم و على اله و صحبه حق قدره و مقداره العظيم............ اما بعد ,
موضوعلى اليكم اليوم عن بعض المفاهيم التى اشكلت فى فهمها عند بعض الناس مما ادى الى اتجاه البعض الى تكفير المسلمين و رميهم بالأبتداع فمن اول المفاهيم التى يجب ان توضح هى المفهوم الصحيح للبدعه.
البدعه كما قال فيها سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه و اله و سلم هى كل (محدثه) و لم تاتى (محدث) لان التذكير فى اللغه العربيه كما هو معروف اعم و اشمل من التانيث و لذلك حصرها سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه و اله و سلم فى كل محدثه اى ليس كل شىء جديد بدعه و لكن كل ما هو جديد و مخالف ايضا لشرع الله و سنة سيدنا رسول الله فهو بدعه و من الأشياء التى لابد من ان نعلمها هى اقسام السنه فهى مقسمه الى ثلاثه اقسام :
1: سنه قوليه.
2: سنه فعليه.
3: سنه تقريريه.
فاذا استجد شىء و نريد معرفة مدى توافقه مع الشرع نبحث فى السنه القوليه فاذا لم نجدها نبحث فى السنه الفعليه فاذا لو نجد نبحث فى السنه التقريريه لان بعض الناس تهمل السنه التقريريه و ترمى الناس بالأبتداع و الكفر مع انها تفعل ما هو موافق للسنه.
مرة اخرى عندما تقول كل محدثة بدعه اى ليس كل ما ياتيه الناس بدعه و لكن لابد من ان نفرق بين البدعه الحسنه و البدعه السيئه كما فعل سيدنا عمر ايام خلافته عندما جمع الناس لصلاه القيام (التراويح) فنظر اليهم و قال نعم تلك البدعه فهل تستطيع يا من ترمى الناس بالأبتداع ان تقول ان سيدنا عمر مبتدع؟
دليل ذلك ان الله وصف القران انه محدث فى قوله تعالى (و ما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه و هم يلعبون ).
من المواقف التى لم يرم سيدنا رسول الله فاعلها بالبدعه كان فى الصلاه فرفع من الركوع فسمع رجل يقول (ربنا و لك الحمد حمدا طيبا طاهرا مباركا فيه كما تحب ربى و ترضى ) و من المعلوم من السنه ان نقول (ربنا و لك الحمد ) فلما انتهى الرسول من صلاته قال من المتكلم فقال الصحابه هذا الرجل يا رسول الله فقال لقد رايت بضعا و ثلاثين ملكا يبتدرونها ايهم يكتبها اولا . ففى هذا الموقف زاد الرجل كلاما لم يقله رسول الله و مع ذلك اقره الرسول لما وجد فيه من الخير .
موقف اخر عندما كان الرسول يصلى ففى السجود سمع رجلا يقول (سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اكبر) فلما انتهى صلى الله تعالى عليه و اله و سلم من الصلاه قال من هذا العالى الصوت فقال الرجل انا يا رسول الله قال له لقد رايت كلاما يصعد الى السماء و ظل يصعد حتى فتحت السماوات فدخل فيها .
فما رايك ايها الرامى للناس بالأبتداع و الكفر أأنت اغير على دين الله من سيدنا رسول الله؟
قال حبيبى صلى الله عليه و سلم (ما راه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن )فمن انت حتى تراجع سيدك رسول الله و كما قال (من احدث فى امرنا هذا ما ليس منه فهو عليه رد)و لم يقل ما ليس فيه اذ قد يكون الشىء من الدين و ان لم يكن قد حدث على عهده صلى الله تعالى عليه و اله و سلم و بالتأمل فى لفظ الحديثث نرى كلمة محدثه و ليس محدث و من المعروف عن اللغوين ان التذكير يفيد العموم اى انه ليس كل شىء محدث يكون حرام او بدعه و لكن اذا كانت محدثه اى مخالفه للكتاب و السنه و الاجماع و القياس فهى بدعه و لذلك قال الحبيب صلى الله عليه و اله و سلم (عليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين من بعدى و فى رواية المهديين من بعدى )الحديث و فيها انه صلى الله عليه و اله و سلم سماها سنه و لم يسمها بدعه فلم تتجرأاخى الرامى اخاك بالبدعه اتقوا الله و اعقلوا عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم.
فارجوا منكم اخوانى و اخواتى فى الله ان تتريثوا فى رمى الناس بالأبتداع و الكفر حيث قال سيدنا رسول الله (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما )فانقذ نفسك اخى و اختى لانك لا تملك ان تحكم على احد انه فى النار لان رميك لاخيك انه مبتدع فهذا ينسحب عليه الحكم ان كل بدعة ضلاله و كل ضلاله فى النار و انت لست موكلا من قبل الله تعالى ان تحكم على احد انه فى النار و كما قال سيدنا رسول الله كما ورد فى سنن الامام النسائى و غيره( كفوا عن اهل لا اله الا الله لا تكفروهم بذنب و لا تخرجوهم من الدين بعمل فمن كفرهم فهو الى الكفر اقرب).
فاستحى من الله و رسوله .... استحى من الله و رسوله