الحبيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحبيب

(قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيره أنا و من اتبعنى)
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 فضل العشر الاول من ذى الحجه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد المصرى




المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 27/03/2008
الموقع : www.albaeth.com

فضل العشر الاول من ذى الحجه Empty
مُساهمةموضوع: فضل العشر الاول من ذى الحجه   فضل العشر الاول من ذى الحجه Icon_minitimeالسبت مارس 29, 2008 4:41 pm

الحمد لله أولاً وآخرًا، أكمل لنا الدين، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام دينًا، والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم رسله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، وبعد:
فمن المقرر عند عباد الله أن لله عز وجل خواص ونفحات في الأزمنة والأمكنة والأشخاص، ومن الأزمنة المباركة العشر الأُول من ذي الحجة، قال تعالى: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ [الفجر: 1- 5].
«والفجر»: أقسم الله عز وجل بالفجر، والله عز وجل له أن يقسم بما شاء، بخلاف المخلوق فليس له أن يقسم إلا بالله عز وجل، وأحرف القسم ثلاثة: الواو، والياء، والتاء.
أقسم الله بـ «الفجر»، والفجر هو الصبح الذي هو بدء النهار، وللعلماء أقوال منها:
وقت الفجر، أو صلاة الفجر، أو جميع النهار، ولكن أي فجر المراد في الآيات ؟
بعض العلماء قالوا: عموم الفجر. والبعض قالوا: فجر يوم النحر، والبعض قالوا: فجر العاشر من ذي الحجة. روى ابن كثير عن مسروق قال: المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر. (مختصر ابن كثير 3/635).
«وليالٍ عشر»: قال الحافظ ابن كثير: والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة، وهو قول ابن عباس والزبير ومجاهد وغيرهم، وهذا رأي جمهور العلماء، فإن جعلنا الفجر خاصًا بيوم النحر، كان عشر ذي الحجة أقرب للسياق، وهي الأيام المعلومات، قال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ [الحج: 28]، والأيام المعدودات هي أيام التشريق، قال عز وجل: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة: 203]، وأقسم الله بالليالي العشر الأولى من ذي الحجة إشعارًا بفضلها وتنويهًا بمنزلتها عند الله، ففي العشر يتوافد على بيت الله الحرام الحجاج والعمار، يسألون الله من فضله، ويرجون عفوه ومغرفته من جميع الذنوب والآيام، ومن فاته الحج، لم يفته أن يتقرب إلى الله بخير الأعمال من صيام أيامها وقيام لياليها.
روى البخاري وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل من العمل في هذه». قالوا: ولا الجهاد ؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء». (ح: 969). فأي إفضال من الله تعالى أسمى من هذا الإفضال؟ وأي نوال أحسن من هذا النوال؟
وفي رواية لأبي داود: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام». يعني: أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
وهذا يدل على فضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها، وفضل العمل الصالح فيها، لكن أيهما أفضل: العشر الأُول من ذي الحجة، أم العشر الأواخر من رمضان؟
قال بعض أهل العلم: أيام العشر الأول من ذي الحجة أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي العشر الأُول من ذي الحجة.
«والشفع والوتر»: قال النسفي : شفع كل الأشياء ووترها، أو شفع هذه الليالي ووترها، أو يوم النحر لأنه اليوم العاشر وهو شفع، ويوم عرفة، لأنه اليوم التاسع وهو وتر. إلخ.
فلو حملنا الفجر على أنه فجر يوم النحر، والليالي العشر أنها الأُُول من ذي الحجة، كان بعد التعميم التخصيص، يوم عرفة، ويوم النحر، والشفع والوتر.

فضل يوم عرفة
وفضائل يوم عرفة كثيرة، ويكفى أنه نزل فيه قول الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا [المائدة: 3]. وهذه أكبر نعمة من نعم الله على عباده.
ذكر الحافظ ابن كثير عن السدي: نزلت هذه الآيات يوم عرفة، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام.
وروى الإمام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء». فيوم عرفة يوم العتق من النار، لذلك صار اليوم الذي يليه عيدًا لجميع المسلمين.
وأفضل الدعاء يوم عرفة، فقد روى الترمذي (وصححه الألباني) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».
وصيام يوم عرفة يُكفر ذنوب سنتين كاملتين، فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». ومن ثم فينبغي لكل مسلم أن يجتهد في الدعاء والصيام وفعل الخيرات يوم عرفة، ومن السنة عدم صوم يوم عرفة لحجاج بيت الله الحرام.

يوم النحر
هو اليوم العاشر من ذي الحجة، «...والشفع» يوم عظيم مبارك، روى أبو داود (وصححه الألباني) من حديث عبد الله بن قُرط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر، ثم يوم القُرِّ». ويوم القُرِّ: هو اليوم الذي يلي يوم النحر.
«والليل إذا يسر»:
اتفق المفسرون على المعنى: وهو سريان الليل، لكن الخلاف هل المراد به عموم الليل ؟ أم ليلة معينة وما هي؟
قال بالعموم بعض أهل العلم، كقول الله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ.
«وقال بالخصوص بعض أهل العلم، أي ليلة المزدلفة، قال الحافظ ابن كثير: قال عكرمة: يعني ليلة جمع، ليلة المزدلفة». (مختصر ابن كثير 3/636).
«هل في ذلك قسم لذي حجر»: أي هل في المقسم به في الأشياء المذكورة سابقًا- الأيمان التي أقسم الله بها- هل فيها كفاية لصاحب عقل، أصحاب العقول الذين يعقلون عن الله أمره، «لذي حجر» لذي عقل.
والمقسم عليه محذوف، قدره بعض العلماء بـ «لنعذبن الكافرين» يدل عليه قوله: «ألم تر...»، إلى قوله: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [6- 14].
فالقسم هنا أبلغ قسم لأنه يخاطب العقول السليمة.
والقسم له أركان ثلاثة: مقسم، ومقسم به، ومقسم عليه، أي جواب القسم هنا.
في الآيات: ركنان: المُقسم: هو الله، والمقسم به: «والفجر»... «والليل إذا يسر».
أين جواب القسم ؟
القرآن بليغ. الجواب: مفهومٌ من المنطوق الذي بعده، والمفهوم ؛ إن الموت آتٍ لا محالة، وإن البعث حق لا شك فيه، وإن الحساب دقيق لا مجاملة معه، إن عذاب الكافرين واقع، وعقاب المفسدين في الأرض ليس له دافع.
الدليل على ذلك: الأمم الخالية التي تمردت على منهج الله، فأهلكها الله هلاك الاستئصال: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ...
ما دامت أيام ذي الحجة زاهرة، ولياليها زاخرة، ماذا نصنع فيها ؟ نكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والشكر والصيام... إلخ. وفعل الخيرات وعمل الصالحات.
أما أهل الموقف: فيلتقون في المسجد الحرام، وعند زمزم والمقام يلبون ويذكرون ويصلون، يسألون الله من فضله، ويرجون عفوه ومغفرته من جميع الذنوب والآثام.
وهم زوّار الله وأضيافه ، والكريم يكرم أضيافه، فيتم لهم حصول المغفرة بالإخلاص وصدق العمل، كما يمنحهم الله فضل المجاهدين، كما يضاعف لهم الأجر والمثوبة، ويمنحهم الجزاء الأوفى، قال تعالى: وَلاَ يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ [التوبة: 121].
وروى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : «أفضل الجهاد حج مبرور»، ولذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأول من ذي الحجة قبل أن يحج:
1- صيام هذه الأيام ما عدا يوم النحر، ويؤكد على صيام يوم عرفة لغير الحاج.
2- الاستعداد بالأضحية، وكان يضحي بكبشين أقرنين أملحين، فإذا صلى العيد وخطب الناس أتى بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه وقال: «اللهم هذا عن أمتي جميعًا، من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ». ثم يؤتى بالثاني فيذبحه بنفسه ويقول: «هذا عن محمد وآل محمد» فيطعمهما المساكين.
ولا يجوز بيع شيء منها كالجلد والشعر، إلا أن يكون صدقة.
وكان إذا أهل الشهر، ونيته أن يضحي: تشبه بالمحرمين للحج، وكان لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يذبح أضحيته يوم النحر.
وفقنا الله للعمل بشرعه، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.albaeth.com
 
فضل العشر الاول من ذى الحجه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحبيب :: الفئة الأولى :: الاسلامى العام-
انتقل الى: