الحبيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحبيب

(قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيره أنا و من اتبعنى)
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 السيده خديجه بنت خويلد رضى الله عنها 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

السيده خديجه بنت خويلد رضى الله عنها 2 Empty
مُساهمةموضوع: السيده خديجه بنت خويلد رضى الله عنها 2   السيده خديجه بنت خويلد رضى الله عنها 2 Icon_minitimeالإثنين أبريل 07, 2008 6:50 am

فاعلم أن أول مابدىء به رسول الله من النبوة التي تفضل بها عليه مولاه* أنه كان لايمر بشجر ولاحجر إلا قال: السلام عليك يارسول الله* وغير ذلك من الارهاصات التي أشهرها الرؤيا الصادقة* فكان صلى اللهعليه وسلم لايرى رؤيا في نومه إلا وكانت لامحالة واقعة* وحبب الله إليه الخلوة* فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده* فكان يجاور من كل سنة شهراً في حراء* مشتغلا بالعبادة والتفكر في ملكوت الارض والسماء* وكان إذا خرج الى حراء تتكفل خديجة يكل حاجاته* وتحقق له كافة رغباته* وتهيء له الطعام والشراب وتيسر له ماتسطيع من الاسباب* فيقطع لمقصود* ويقبل على معبوده* وهو مرتاح البال* من كل المتعلقات والاشغال* فإذا طالت غيبته عليها* تركت كل ما لديها* وخرجتت تتلمسهفي مكانه الذي تعود الذهاب إليه* وقلبها يخفق من شدة خوفها عليه* حتى إذا رأته مستغرقا في وحدته* منجمعا على فكرته* رجعت ولم تكلمه لئلا تقطعه عن خلوته* وتبقى منتظرة موعد عودته* لتعمل جاهدة على إزالة وحشته* وإدخال السرور الى قلبه* والسعادة الى نفسه

ولقد كانت خديجة صادقة الفراسة* صائبة النظرة* صافية الفكرة* وكانت على ثقة من أن رجلا كزوجها محمد الامين* يحمل هذه الروح العالية* والنفس السامية* والفضائل التي عرفتها قريش بأسرها* يضلف الى مانقله إليها عبدها* مما سبق ذكره وتقدم نشره* كانت على ثقة من أنه سيكون له شأن عظيم* يتحدث عنه المسافر والمقيم* وسيحث في التاريخ أمراً* تهتز له الدنيا عجبا وتيها وفخرا* فما أجل عينها الصادقة الحنونة* التي ترعاه في حب وتباشر شؤنه* وما أعظم قلبها العطوف الذي يزوده بالرعاية* ويخفق له فرحاً منتظراً يومه الذي تنصب له فيه الراية* وينشر له مرسوم دائرة الولاية

ومرت الايام* على هذا النظام* فما اكل الاربعين على التمام* حتة\ى جاء اليوم الذي هيأته القدرة الربانية* لأبلاغة الرسالة السماوية* وهو في وحدته التعبدية* بعد أن مهدت من قبل الاسباب* وتفتحت لذلك الابواب* فأتاه في ذلك المقام* في اليقظة لا في المنام* رسول الملك العلام* وقال له إقراء فقال ما انا بقارىء ولست من جملة القراء* فأخده فغطه وما تركه حتى بلغ غاية الجهد والاعياء* ثم أمره بالقراءة مرة ثانية فامنتع* فأخذه وغطه ألا بعد ما كاد يقع* وفب الثالثة قال له (أقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق أقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم) فما أعظمها من بشارة أوصلتها يد الاحسان* من حضرة الامتنان* الى هذا الانسان* وأيدها ببشارة (الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان) ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم هو المقصود بهذا التعليم* من حضرة الرحمن الرحيم* فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى زوجته* بعد أن شهد مشهد كرامته* وفؤاده يرجف من هول ما رآه* وشدة ماسمعه وقراه* ولقد كاد ينخلع لولا تثبيت مولاه* وقال زملوني زملوني فزملته* فلما ذهب عنه الروع وحدثها قال لها: لقد خشيت على نفسي* فداه أبي وأمي ونفسي* فقالت كلا والله لايخزيك الله أبدا* وان الله سيكتب لك عزا ومجدا وسؤددا* فرحمك موصولة* ويدك لضيفك مبذولة* تحمل الكل وتكسب المعدوم* وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق كل مكلوم* واثبت يابن عم فلك البشرى* فوالله لقد كنت أعلم أن الله لايفعل بك إلا خيرا* وأني أشهد انك نبي هذه الامة امنتظر* وهذا زمانك ان شاء الله قد حضر* وقد اخبرني اصح غلامي وبحيرى الراهب بخبرك المبين* وامرني ان أتزوجك قبل عشرين من السنين

ثم انطلقت به الى ورقة بن نوفل وأخبرته بالتفصيل* فقال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حدثني بفك أيها السيد النبيل* فأخذ يحدثه بما رآه وسمعه من سيدنا جبريل* فقال ورقة هذا والله الناموس الجليل* الذي كان ينزل على موسى رسول بني اسرائيل* ياليتني أكون حاضرا* ومؤيدا لدعوتك وناصرا* وفي رواية ان السيدة خديجة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أول أمره* إذا جاء صاحبك بالوحي فأخبرني بخبره* فلما جاءه أخبرها فقالت: أجلس على شقي الايمن فجلس فقالت: نعم قالت: فتحول فجلس على حجري فتحول فجلس في حجرها قالت: هل تراه الان قال: نعم فرفعت خمارها عن رأسها وقالت: هل تراه الان قال: لا قالت: ماهذا بشيطان* هذا ملك من ملائكة الرحمن

وأتاه في بيتها جبريل = ولذي اللب في الامور ارتياء

فأماطت عنها الخمار لتدري = أهو الوحي أم هو الاغماء

فاختفى عندكشفها الرأس جبر = يل فما عاد أو أعيد الغطاء

وكانت تفعل ذلك أحتياطا لدينها وزيادة في يقينها* أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان واثقا بذلك الخطاب* دون شك أو تردد أو ارتياب

وفي تلك اللحظة الكريمة* سعدت الدنيا بالرسالة العظيمة* ومن ذلك الجبل المشهود* في ذلك اليوم الموعود* طلعت شمس الوجود* فأفاضت نورا جديدا* واستقبل العالم صباحا سعيدا* لقد كان هذا العالم يستقبل كل يوم صباحا* ولكنه لايرى فيه للامة خيرا ولا فلاحا* وما اكثرالنهار المظلم* والصبح الكاذب المعتم* لكن في هذا المكان المتواضع* وعلى ذلك الجبل الراسخ* الذي ليس بمخصب ولاشامخ* تم مالم يتم في عواصم العالم الكبيرة بمديناته وحضاراته الشهيرة* ومدارسه الفخمة* ومكتباته الضخمة* إذ من الله علىهذه الامة* برسالة محمد الذي كشفعنها الغمة* وجلى الظلمة* فطلع الصبح المشرق الصادق* واستيقظ فيه الكون بعد ان كان في غفلته غارق* وتعرف على المفتاح النبوي* الذي يفتح كل علق ملتوي* فظهرت له شناعة الشرك والوثنية* والخرافات والاوهام الجاهلية* فتهذبت تلك القوى الجامحة كل التهذيب* وانصقلت تلك المواهب الضائعة بهدى الحبيب* وتقلبت بين مقامي الترغيب والترهيب* فتدفت كالسيل واشتعلت كاللهيب* حتى كان راعي الابل راعي الامم* وخليفة يحكم العالم وإليه يحتكم* وأصبح فارس الفبيلة والبلد* فاتح الدول ذات المجد والعدد* فكثر العدل وانتشر النور* وقل الجدل وفقد شهادة الزور* وتبدلت الاحوال* الى أحسن حال* فالتاجر أمين صدوق* والغني سخي مرزوق* والفقير شريف كادح* والعامل مجتهد ناصح* والرئيس متواضع رحيم* والخازن حفيظ عليم والقاضي عادل فهيم* فظهر في ذلك المجتمع صدق التاجر وأمانته* وتعفف الفقير وكدحه* واجتهاد العامل ونصحه* وسخاوة الغني ومواساته* وعدل القاضي وحكمته* وإخلاص الوالي وشفقته* وتواضع الرئيس ورحمته*وقوة الخادم وحراسته* فكانت تلك البعثة للعالم ريبعا* وللانسانية خصبا وريعا

وقد اختص الله هذه الجوهرة المصونة* والدرة المكنونة* بمزايا عديدة *وخصال حميدة

فمنها أنها هي التي طلبته* والى الزواج بها دعته* وأنها أول مرأءة يتزوجها* ووليمتها اول وليمة يصنعها* وعاشت معه بقية عمرها* ولم يتزوج بغيرها* حتى ماتت بعد أن رأى خالص برها* ودفنها بمكة ونزل هو بنفسه في قبرها* وقد عاشرته أربعا وعشرين سنة أحسن عشرة* ورافقته أفضل رفقه* وآلفته أعظم ألفه* وصادقته او فى محبة* وكانت لا ترى منه ميل الى شيء إلا بادرت به إليه* وقدمته هدية بين يديه* وقد رأت منه قبل البعثة النبوية* رغبة في موالاها زيد بن حارثة قوية* فما كان منها إلا ان وهبته له بنفس راضية سخية* فكان الى حضرته من المنسوبين وكتب في ديوان المسعودين* وفاز بالاولوية مع السابقين* وتشرف بمحبوبية سيد المرسلين

ومن خصائصها التي نالت بها أعلى مراتب الشرف والكمال* أنها أول من آمن به من النساء والرجال* فصدقته وآزرته* وأعانته وثبتته* وخفف الله بسسب إيمانها عن نبيه صلى الله عليه وسلم كل هم* وفرج عنه ما أصابه في الدعوة من تعب ونكد وغم* فكان لا يسمع شيئا من زمرة الالحاد* من تكذيب وجحود وعناد* ويرجع الى خديجة إلا ويجد عندها كل هدى وسداد* فتهون عليه الرزايا وتواسيه* وتبعث الطمأنينة الة نفسه وتسليه* وتمنحه العطف وتبشره* بما سوف تراه فيه* وتشجعه وتؤيده بكل خير تمنيه

وقد ثبت انها رضي الله عنها صلت معه عليه الصلاة والسلام* وتشرفت يبمنقبة الوضوء واستقبال البيت الحرام* وكان جبريل قد علم النبي صلى الله عليه وسلم تلك الصلاة * قبل ان تفرلاض الخمس الصلوات ليلة المناجاة* وكان يصلي صلاتين مرة في العشية ومرة في الغداة

وقد روي عن يحيى بن عفيف انه قال: جئت زمن الجاهلية الى مكة فقدمت مني ايام الحج ونزلت على العباس بن عبدالمطلب فلما طلعت الشمس خرج رجل من خباء قريب منا* فستقبل الكعبة وقام يصلي* فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه* فلم يلبث حتى جاءت فقامت خلفهما* فركع الرجل* فركع الغلام والمرأة* فرفع فرفعا فسجد فسجدا غفلت: أمر عظيم* فقال: أمر عظيم* أتدري من هذا؟ قلت لا* فقال: هذا محمد بن عبدالله ابن اخي* أتدري من الغلام؟ قلت: لا قال: هذا علي بن ابي طالب* أتدري من المرأة؟ قلت:لا فقال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة بن أخي وهذا حدثني ان ربك رب السماء والارض أمرهم بهذا الذي تراهم عليه وأيم الله ما أعلم على ظهر الارض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة* قال عفيف الراوي: فليتني كنت آمنت يومئذ فكنت أكون ثانيا

ومن خصائصها عليها الرحمة والاكرام* أنها أفضل نساء المصطفى بالتماتم* كما جاء في الحديث عن سيد الانام* انه قال(سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون) وفي رواية عن انس مرفوعة (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية) وهو حديث ثابت بلا مراء* وقد حكم بصحته أجلة العلماء وفي رواية صحيحة ثابتة لا يشك فيها اتنان* انه صلى الله عليه وسلم قال(خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة) وقد روى هذا الشيخان

والاحاديث في هذا الباب كثيرة* وهي معروفة في أصول كتب أهل السنة الشهيرة* وكلها متفقة في مجوعها بيقين* على ان مريم وخديجة وفاطمة وخديجة وآسية هن أفضل نساء العالمين* رضي الله تعالى عنهن أجمعين* والخلاف بين العلماء في تعين أولاهن* والموازنة في الافضلية بينهن* وقد اجتهد بعضهم في تعيين واحدة* وتكلف التأويل والجمع ولا أرى في ذلك فائد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elhabib.ahlamontada.net
 
السيده خديجه بنت خويلد رضى الله عنها 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحبيب :: الفئة الأولى :: مناقب اهل البيت رضوان الله عليهم-
انتقل الى: